الشاعر المغربي مبارك وساط – سيرة الورد الذابل
لا شيء تغير
بعد أن هجرت هذه النافذة
حيث يضحك العصفور
هذه الغرفة حيث الماء يحيا ويفكر
والآنية مثقلة بسهادها المعدني
لا تزال نظرتك المنكسرة ورنين أساورك
شالك ولثغتك التي من بنفسج
منثورة على الشراشف المكتظة بذهولك
وفوق المنضدة المبقعة بالحبر الحالك

للأسف لم أستطع أن أبدو يائسا
مثل نشيد ناضب مثل جدول هرم
لأن تفاصيل الدهشة تمت خارج حياتي
لأن أنفاسي تتلعثم في العراء
رغم السحابة التي تتفتح فيها أجفان دامية
والثلج الذي يتساقط من سقف الغرفة
ويلعب في حضني كطفل.
….
خوفك ينسدل على جبيني
وأنا أبتكر سيرة للورد الذابل
أحكيها للمشكاة الفارغة
للشمعدان المكسور
قبل أن أضع يدي على مفتاح العلاقة
ورأسي خارج رواق البهجة
قبل أن أغمس عيني في لعاب الوسادة
المرصعة بنومك وعطرك
وأنصت لطحالب المستنقعات
وهي تنمو بين ضلوعي
في هذه الغرفة الكئيبة كابتسامة القتيل
حيث الوقت دائما منتصف الليل.

صوت: أحمد قطليش.